في أول دعوة للنزول للشوراع في تظاهرات رفض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، ظهرت لافتات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية من قبل الدولة، إلا أن القبضة الأمنية أحبطت تحركات الجميع سواء الداعين للتظاهر أو من شارك معهم من فرقائهم السياسين.
مشاركة الإخوان في بعض المناطق طرحت عدة تساؤلات عن احتمالات عودة التنسيق فيما ينهم وبين القوى الرافضة للاتفاقية والمتمثلة في حملة الدفاع عن الأرض التي تضم أحزاب يسارية وليبرالية، وبعض الحركات السياسية كحركة 6 إبريل أو الاشتراكيين الثوريين ممن أصبحوا خصوم سياسة للجماعة في أعقاب الثلاثين من يونيو 2013 .
ووضع ممثلين للكيانات السياسية المدنية الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود المعروفة إعلاميا بتيران وصنافير خمسة شروط لقبول الإخوان ضمن تحالف سياسي كبير يناهض الاتفاقية ويناضل لإسقاطها.
وقال مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إن تواجد الإخوان المسلمين مع القوى الوطنية مرة أخرى انطلاقا من قضية تيران وصنافير يحتاج لتنفيذهم عدد من الخطوات لقبول العمل معهم.
وأوضح أن الشرط الأول متمثل في تقديم اعتذار للشعب المصري، عما حدث خلال السنوات الماضية، وأن ينطلقوا مع القوى المدنية من أرضية مشتركة لا يوجد اقحام للدين فيها.
وتابع أن هناك نبرة تردد حاليا من قبل بعض قيادات ومؤيدي الجماعة تتمثل في أن التاريخ ينتصر لهم وأن من خرجوا ضدهم في 30 يونيو 2013، الآن يتم التنكيل بهم وملاحقتهم أو كما يقولون يتجرعون من نفس الكأس، وهذا خطأ وشعارت هدفها التفريق وليس التجميع.
وأوضح أن فكرة التنسيق مع كيانات سياسية على اختلاف وجهات النظر في قضية تيران وصنافير موجودة في الأصل ويمكن للإخوان أن يكونوا طرفا، لكن لن يقبل منهم أحد الحديث عن عودة الرئس المعزول محمد مرسي، وهذه هي الخطوة الثالثة فلن يقبل منهم أحد المطالبة بذلك.
وزاد أن الجماعة كانت سبب في انحراف الثورة عن مسارها الطبيعي منذ البداية حين عقدوا الصفقة مع عمر سليمان واتفقوا معه على إخلاء الميدان، وبعدها تسبب تحالفهم مع المجلس العسكري في ضياع الثورة، من خلال السعي للانفراد بالسلطة وإقصاء أي مخالف لهم في الرأي.
ومضي يقول إن الجماعة أضرت بالحركة الوطنية وإذا رغبوا في المشاركة في فعاليات تيران وصنافير الرافضة لتمرير الاتفاقية يكون التواجد تحت غطاء وطنى عام ولا يرفعون في مشاركاتهم أي شعارات أخرى.
وأكد على أنه من حق كل مصري الدفاع عن أرضه والمشاركة في أي أعمال سلمية تطالب بذلك، مشيرا إلى أن الخطوة الرابعة هي عدم رفع شعارات الإخوان وترديد مقولاتهم في فعاليات تيران وصنافير، لأنه سيتخذ على أنه فزاعة ضد الجميع للصق الاتهامات بهم.
وطالب الزاهد في الخطوة الخامسة الجماعة بضرورة عمل قراءة نقدية لتاريخهم وفك التنظيم السياسي عن الدعوى والاعتذار عن جرائمهم.
واتفق معه أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بامعة بني سويف، في أن الأفضل للإخوان المسلمين هو عدم المشاركة كتنظيم في أي فعاليات تدعو لها القوى الوطنية، لأنه من الوارد استخدامهم كذريعة للهجوم على الجميع.
وقال لـ"مصر العربية" إنه لا أحد يملك أن يمنع أي مصري من الدفاع عن أرضه مؤكدا أن ذلك يجب الفصل فيه بين التنظيم والأفراد ، فأفراد الإخوان يمكن أن يشاركوا مع بقية المصريين الرافضين لهذا الاتفاق المشئوم ، لكن الجماعة نفسها لن يكون في صالح أحد.
ولفت إلى أن القضية تتعلق بوجود أدبيات قديمة عند الإخوان يعرفها الجميع متعلقة بفكرة الحدود، والقول بأنها تراب ولا تفرق معهم طالما هي في دولة إسلامية، ومن هنا ستستخدم هذه الشعارات ضد أي فرد يطالب ببطلان الاتفاقية، ويتهم بأنه إخواني.
وأضاف أنه على الإخوان أن يفهموا ذلك فهم يتسببون في الهجوم على الجميع وتشوية صورتهم في أجهزة الإعلام المملوكة لرجال أعمال مبارك، والتابعين للنظام الحالي وبالتالي يجب تفويت هذه الفرصة.
وأقر مجلس النواب الأربعاء 14 يونيو الجاري على اتفاقية ترسيم الحدود ابحرية بعد مناقشات استمرت لثلاثة أيام متواصلة شهدت مشادات بين مؤيدي ومعارضي الاتفاقية بالمجلس، تبع ذلك تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتفاقية .
وكانت الحكومة قد أحالت الاتفاقية للبرلمان في 30ديسمبر الماضي، بعد صدور حكم قضائي من محكمة القضاء الإداري في يونيو 2016 ببطلان الاتفاقية ورفض طعن الحكومة عليه أمام الإدارية العليا في 16 يناير المضي والقول بمصرية الجزيرتين.
No comments:
Post a Comment