اعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" قرار حجب المواقع اﻹلكترونية الذي اتخذته مصر خلال الفترة الماضية "انتهاكًا خطيرًا لحرية التعبير والإعلام"، ويحرم الجمهور من المعلومات المستقلة، ويجعل مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين.
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم اﻹربعاء، إن وسائل الإعلام المستقلة تحاول مقاومة والتحايل على الموجة غير المسبوقة من حجب الموقع.
وقالت لينا عطا الله مؤسس "مدى مصر" والتي كانت من أوائل المواقع التي حجبتها الحكومة:" مصر حاليًا في ثقب أسود".
وبدأ الحجب بإغلاق 60 موقعًا في 24 مايو الماضي، ومن حينها يتزايد عدد المواقع المحجوبة، ولم يتم حظر العديد من المواقع في الوقت نفسه، إلا عندما قطعت الحكومة الإنترنت تماما خلال ثورة 2011.
وقال مدير منطقة الشرق الأوسط في المنظمة ألكسندر الخازن:" الحجب غير مسبوق في مصر، ويحرم الجمهور من الأخبار والمعلومات المستقلة، وبحظر المواقع النظام يواصل سياسته الصارمة لتكون مصر واحدة من أكبر السجون في العالم للصحفيين، وندعو السلطات إلى تحديد أسباب هذا الحجب".
أكثر من نصف المواقع الإلكترونية المحظورة حاليًا والبالغ عددها 118 موقعًا، هي مواقع إخبارية، ومعظمها وسائل إعلام أو منصات مدعومة من قطر والإسلاميين، ولكن بعضها فقط وسائل إعلام تزعج النظام.
وقالت "لينا عطا الله:" الحجب يشمل الكثير من المواقع التي تنشر محتوى لا يخضع لرقابة السلطات".
وشهدت العديد من المواقع المحجوبة انخفاضًا جذريًا في قرائها حتى الآن، فهي أصبحت متاحة فقط لأولئك الذين يستخدمون الشبكات الخاصة.
لإبقاء أعمالها في متناول القراء، تقوم بعض وسائل الإعلام بنشرها على مواقع إلكترونية مثل فيسبوك.
وقالت عطالله: "منذ الحجب شهدنا زيادة كبيرة في عدد الزوار من الفيسبوك.. لكننا نعلم أننا لا نوزع المحتوى كما كان من قبل".
"الفيس بوك" حل جيد ولكنّه غير عملي، ولكن كم من الوقت سوف يستمر؟ في الماضي صاغ البرلمان مشروع قانون يجعل الوصول إلى الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر مشروطًا بمعرفة السلطات.
ولا يوجد في الوقت الحاضر أي تشريع محدد، كما لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات عن الحجب لتوضيح اﻷسباب.
ونتيجة لذلك، وبسبب عدم وجود تفاوض مع اﻷمن، بدأت بعض المواقع إجراءات قانونية ضد ما تعتبره " حجبًا تعسفيًا وغير قانوني".
وإذا لم يتم رفع الحجب قريبًا، فإن موقع "مصر العربية" يعرف أنه على وشك الإغلاق، وقال عادل صبري رئيس التحرير: إنه قلق للغاية ﻷن الأمن لا يمارس ضغوطًا على أصحاب اﻹعلانات فقط، بل أيضا على السياسيين وكبار لاعبي كرة القدم الذي يتعاملون مع الموقع، مما يحرمنا من إيراداته ومحتواه مرة واحدة، واضطر لتسريح ما يقرب من نصف كوادره البالغين 64 صحافيًا، مشيرا إلى أنه سيضطر في النهاية للإغلاق.
وجاء الحجب في وقت تتصاعد فيه التوترات الداخلية بسبب الانتخابات الرئاسية التي سوف تجرى العام المقبل، والأزمة الاقتصادية، والقمع السياسي، واستمرار الهجمات الإرهابية، والاضطرابات الأخيرة التي تقوض دعمًا للنظام بسبب نقل سيادة تيران وصنافير إلى السعودية.
No comments:
Post a Comment