Thursday, July 6, 2017

كوريا الشمالية تقترب من حلمها النووي.. كيف يتعامل العالم؟

كوريا الشمالية تقترب من حلمها النووي.. كيف يتعامل العالم؟

بعد التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي وصدمت العالم بنجاحها وتمكنها من امتلاك تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، كيف سيتعامل العالم مع هذه اﻷزمة؟ وما هي الخيارات المتاحة أمام واشنطن لوضع حدّ لقدرات بيونج يانج الصاروخية والنووية؟
  
تساؤلات طرحها خبراء في مقالات نشرتها عدد من الصحف اﻷمريكية خاصة مع عدم جدوى العقوبات السابقة التي فرضت على نظام كوريا الشمالية، وفشل الاستراتيجيات التي اتبعها رؤوساء أمريكا خلال العقود الماضية، ونجاح بيونج يانج رغم ذلك في تطوير قدراتها الصاروخية والنووية بشكل كبير.

وأعلنت كوريا الشمالية الثلاثاء نجاحها في إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات أطلق عليه اسم " المريخ -14"، وقالت هيئة الأركان المشتركة للقوات الكورية الجنوبية: إن بيونج يانج أطلقت صاروخًا بالستيًا غير محدد.




عودة اتفاق كلينتون

وقال الكاتب "نيكولاس كريستوف" إن رؤساء أمريكا فشلوا حتى اﻵن في السيطرة على قدرات كوريا الشمالية، ورغم المحاولات التي بدأت منذ عهد الرئيس بيل كلينتون واستمرّت حتى الرئيس دونالد ترامب، إلا أنَّ الاتفاق الذي أبرم خلال عهد كلينتون نجح في منع كوريا الشمالية من إضافة أي رأس نووي إلى مخزوناتها.

وأوضح في مقال نشر بصحيفة "نيويورك تايمز" إنَّ الاتفاق كان عبارة عن رشاوى تدفع لنظام "بيونج يانج"، لكنّه أفضل بكثير مما كان في إدارة بوش الأولى، أو الثانية أو فترة أوباما، فهل يعود من جديد؟

مزيد من العقوبات

استمرار فرض العقوبات أحد الحلول التي اقترحها الكاتب "مايكل أوهنلون" للحد من قدرات كوريا الشمالية، قائلًا في مقال نشر بصحيفة "نيويورك تايمز": إنّ "تشديد العقوبات على بيونغ يانغ منطقيًا، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة على المصارف، والشركات الدولية التي تتعامل مع الكوريين الشماليين، ولكن من غير المرجَّح أن تكفي وحدها، واشنطن تحتاج إلى استراتيجية تفاوضية واعدة أيضًا".



تجميد متبادل

وأضاف: مسؤولون كوريون شماليون اقترحوا تجميد مؤقت أو دائم لاختبارات كوريا الشمالية النووية والصاروخية مقابل تجميد التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وقيام الصين وروسيا وسويسرا وغيرها بمراقبة التزام اﻷطراف بالاتفاق.

وتابع: ورغم الاتفاق ينبغي على واشنطن الحفاظ على جاهزيتها العسكرية للدفاع عن كوريا الجنوبية، بجانب عدم تخفيف معظم العقوبات بشكل ملحوظ؛ ﻷن الانفراج الحقيقي يتطلب إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، وهذا أمر صعب خاصة أن كوريا الشمالية كانت تغش في الصفقات السابقة.




الصين وروسيا

يتعين على الصين وكوريا الجنوبية وروسيا تشديد العقوبات، ويرى بعض الأمريكيين أنّ هذه الصفقة مكررة خاصة أن الاتفاقات النووية السابقة لم تلتزم بها بيونغ يانغ، لذلك فإنّ الصفقة الجديدة يجب أن تكون أشد.

ويجب على القادة الأمريكيين ألا يخشوا التفاوض أو القبول باتفاق مؤقت يضعنا على أول الطريق لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية.

الحل العسكري

أما الكاتب "ديفيد ناكامورا" فيرى أنَّ مهاجمة واشنطن لروسيا وبكين بسبب دعمها المتواصل لبيونج يانج يوضح مدى محدودية خيارات البيت اﻷبيض للتعامل مع الخطوة الكورية الشمالية، حيث يمثل اختبار الصاروخ مستوى جديدًا من التقدم فى سعى كيم للحصول على سلاح نووي يمكن أن يضرب الولايات المتحدة.

وأضاف في المقال الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية إنّ المواجهة العسكرية يمكن أن تتصاعد سريعًا لحرب واسعة النطاق فى شبه الجزيرة الكورية واليابان.

فمن المغري بالنسبة للولايات المتحدة أن تضرب موقعًا للصواريخ في كوريا الشمالية، إلا أنه قد يدفع كوريا الشمالية لمهاجمة جارتها الجنوبية، واليابان وبدء حرب كورية جديدة.

المشكلة الأساسية أن كوريا الشمالية لديها 21 ألف مدفع، وكثيرًا منها ناحية سيول، كما يمكنها ضرب طوكيو، والدمار الذي سوف يلحق بـ سول وطوكيو والاقتصاد العالمي من أي صراع سيكون هائلاً.

وفي النهاية، سيتم تدمير كوريا الشمالية بسرعة، ولكن بتكلفة مدمرة، وكان "غاري لوك" القائد السابق للقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، يقول إن النتيجة ستكون مليون ضحية و تريليون دولار أضرار.


الدبلوماسية

ينبغي أن يستهدف أي اتفاق تجميد كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية مقابل تخفيف بعض العقوبات وخفض حجم المناورات العسكرية في المنطقة.

ومن غير الواضح أن يقبل هذا الاتفاق، ولكن الصين تؤيد الفكرة العامة ويبدو أن بعض الكوريين الشماليين كانوا منفتحين على هذه الفكرة.

المخاوف تكمن في أنّه مع استمرار المفاوضات، كوريا الشمالية قد تغش، ولا تحل المشكلة ولكنها تؤخرها إلى أجل غير مسمى، ومع ذلك، يبدو أن البدائل أسوأ حينها، قد تكتسب كوريا الشمالية القدرة على استهداف الولايات المتحدة أو تندلع حرب كورية أخرى.

والتحدي الأساسي للعلاقات الدولية أن هناك مشاكل أكثر من الحلول، ويجب إعطاء الدبلوماسية فرصة.

No comments:

Post a Comment